|

طفل و الإيجابية 

الكاتب : الحدث 2022-09-18 05:59:34

 

الكاتبة شفياء الاسمري ـ جدة 

الحديث مع النفس نشاط مستمر ودائم في حياة الإنسان، ومن خلاله تتشكل المعتقدات وتبني المشاعر ،إنك تتعلم الأشياء عندما تقولها مرة بعد أخرى وتظل تفكر بها حتى تستقر في عقلك إلى الأبد،العصا قد تكسر عظامي ،بينما الكلمات تجرحني إلى الأبد، عندما نتحدث عن الذكاء وخاصة لدى الاطفال فإننا نركز على التحصيل العلمي والتميز الدراسي وهذا خطأ شائع ، الذكاء و الايجابية هي أسلوب الحياة وطريقة التصرف مع المواقف المختلفة ،وخاصة الجديدة والغريبة والمعقدة، الذكاء الحقيقي لا يعني كم الأمور التي نعرف طريقة فعلها ، ولكن كيفية التعامل مع  الأمور التي نتصرف معها عندما لا نعرف ماذا نفعل، عود طفلك على تكرار العبارات الإيجابية فالتكرار برمجة للذهن وطريق للعلم وتعزيز لذات وترسيخ للعقل الايجابي، قل لطفلك أن يردد ما يريد وما يحب ،لا ما لا يحب وما لا يريد، طفلي الحبيب تكلم عن نفسك بضمير المتكلم الغائب ( أنا ذكي بفضل ربي ، أنا أحب مظهري ،أنا لدي قدرات رائعة ، أستطيع تكوين علاقات متميزة ،سأتفوق إن شاء الله ) حديث النفس عن الأطفال إما أن يكون الصوت الإيجابي أو الصوت السلبي ، فأختار لطفلك ماتريد أن يحدث به نفسه،فما يسمعه منك يحدث به نفسه ثم يعتقد فيه ثم يحققه!

 يروى عن إحدى القادة اليونان إنها مر على جندي صغير في جيشه مستلقى على ظهره ولم يقدم له التحية العسكرية،
 فصرخ القائد في وجهه قائلاً :
أتدري من أنا؟
قال الجندي كلا يا سيدي ' أنا لا أعرفك'
انفجر القائد غضباً ونظر إلى الجندي وقال:
أنا القائد فلان ابن فلان ابن فلان ، قم فقدم لي  التحية ،نظر الجندي الصغير إلى القائد بكل هدوء وقال له:
أنت قدمت لي أصلك وسلالتك وعرفت أنك من شجرة لها أمجاد كثيرة ،ولكن يا سيدي لم تتعرف على بعد ، أتدري من أنا ؟ 
دهش القائد من ذكائه قائلاً من أنت أيها الجندي ؟ 
قال: 
أنا الذي ستبدأ به شجرة عظيمة أصلها ثابت وفرعها ممتد عبر المستقبل، فأنا أنتمي إلى ماهو آت وأنت تنتمي
إلى شئ قد فات، فأنت فعل ماضي يتقهقر إلى الماضي ،وأنا فعل حاضر يقهر المستقبل.

من علمه الإيجابية والذكاء في الرد؟ إنها تربية والديه.